قصيدة للشاعر التلعفري ابزر عباس ( في ظلال البردة )

 ( في ظلال البردة

أهاج قلبكَ ذكــــــــرُ البان والعـــلَمِ
 أم هزه شوق من كانوا بذي سلمِ

أم زاره طيفُ من تهواه مختلســـاً
 فمسه الوجد حتى بات في سقمِ

لولا الهوى لم يكن للدمع من اثرٍٍ
 على الخدود ولا للعمر من هرمِ

كم بتَ تُنكــــرهُ كم بت تســترهُ
 مخـــــافة القيل والعــذال واللُوَمِ

وكيف تنكرهُ والناس قد شهدوا
 هذا الشحوب ولون العين كالعنمِ

يا فاتر اللحظ رفقاً بالمحب فقد
 ادميتَ مرماك منه دونما سهَمِ

اقرحتَ منه جفوناً قلما رقدتْ
 والصب ادمعه ممزوجــــةٌ بدمِ

يرجو وصالك لا يبغي به بدلاً
 وانت تصرم حبلاً غير منصرمِ

يكاد من فرط ما يلقى يذوب جوىً
 لولا التصبر او شيءٌ من الحشمِ

يا لائمي دع فما يجدي ملامك بي
 لو ذقتَ ما ذقتُ لم تعذل ولم تلُمِ

نعـــم .. والف نعـــم اني متيّمهُ
 قل ما تشاء فأذني عنك في صممِ

بُعد الاحــــبة اعياني وارّقـــــني
 تغفو العيون وعيني بعد لم تنمِ

اني شربت بكأس الدهر مختلفاً
 وعشتُ بين وفير القوت والعدمِ

لم اجنِ منها سوى همٍ سوى كدرٍ
 وقد افقتُ كمن قد قام من حلُمِ

فلا يغرنك من دنيا اذا ابتسمتْ
 فالسم مختبئٌ في لذة الدسَمِ

فتاكةٌ ببنيهـــــا لا أمــــان لهـــــا
 ولا وفــاءَ ولا شــــيءٌ من الذممِ

يا ويح نفسيَ كم حملتُها زللاً
 وما اتعظتُ انا من زلة القــــدمِ

إن كنت اسرفتُ فالامال تدفعني
 لباب خــــاتم رســـل الله للاممِ

قصدتُ مدح رسول الله اسألهُ
 لي الشفاعةَ يوم البعث من رممِ

فلي رجاءٌ بنيلي من شفاعتهِ
 فقد هُديتُ الى منجىً ومعتَصمِ

في مولد النور تهتز السما طرباً
 وينجلي الكون من غمٍ ومن غممِ

فالبدر مكتملٌ والشهب ضاحكةٌ
 والنور يقطر فوق البيت والحرمِ

والارض جذلى ووجه الصبح في فرحٍ
 والطير راقصةٌ من نشوة النغمِ

وللمـــلائكِ تســـــليمٌ وتهـــنئةٌ
 لأمِّ ســــــيد خلق الله كلّهـــمِ

فكان اشرف من في الناس من عربٍ
 وكان اشرف من في الناس من عجمِ

محمدٌ .. أي اســـمٍ خطهُ قلمٌ
 وأي اسمٍ جرى في اللوح والقلمِ

يا سيدي يا رسول الله معـــذرةً
 إن كنت اسهبتُ في مدحٍ وفي نظُمِ

وخدمـــــةٍ لأبي الزهــــراء واجبةٍ
 وإن اكن قاصراً عن رتبة الخدَمِ

يا من تنزه عن عيبٍ وعن خطأٍ
 والكل معترفٌ بالذنب والجــــرُمِ

يا من له خلُقٌ اعظِـــم به خلُقـــاً
 ما الله يشهد في التنزيل والحِكَمِ

تقـــلبٌ لك والاصلاب شــاهدةٌ
 من ركّعٍ سجّـــــدٍ لله لا الصنمِ

إقرأ . وفي الغار للقرآن مبتدأٌ
 والوحي يبدأ بالتشريف للقلمِ

أعجبْ بأمّيةٍ قد علمتْ اُمماً
 وارشدتها الى القانون والنظُمِ

صنتَ الحقوق فلا ظلمٌ ولا غبُنٌ
 وصنت ما كان للانسان والبهمِ

سننتَ للناس نهجاً لو به اخذوا
 لكان اسفلهم في قمة القممِ

الخالدون وان طال الزمان بهم
 جميعهم بقياسٍ فيك كالفحمِ

الناحرُ النِعَمِ ابنُ الناحر النعم
 بن الناحر النعم بن الناحر النعمِ

لو كان في الحرب للاخلاق من رجلٍ
 فأنت في الحرب ذو الاخلاق والشيمِ

لا تهدموا حائطاً لا تقطعوا شجراً
 لا تقتلوا اعزلاً او من اولي الذممِ

ولا صغيراً ولا شـــيخاً ولا امـــرأةً
 ولا جريحاً يعاني من اذى الكلَمِ

فكوا الاســـير اذا حرفاً يعلمكم
 وتللك تلك لعمري منتهى الكرمِ

محمدُ في سجل الخالدين أبٌ
 وفي سجل الهدى نورٌ على علَمِ

محـــــمدٌ ذكره عــــزٌ ومفخــــرةٌ
 يا حســن مبتدأٍ يا طيب مختتمِ