قصيدة للشاعر التلعفري الشاعر داود قبغ نزيف الجراح

قصيدة للشاعر التلعفري
الشاعر داود قبغ

نزيف الجراح

إلى متى جرح العراق ينزف
مثل البراكين حتوفا يقذف

بحر المنايا حــــــوله مسـيّج
وكل ورد في الرياض يقطف

مخالب النفاق في فـــــــؤاده
والغدر جيش من جراد يزحف

شعب إذا أبيد عن بكــــــرته
فليس في الدنيا رحيم يعطف

تالله ليس في الضلوع موضع
إلا وفيه صرخــة تــرفــرف

هذا العراق رأسه مخضـــب
كيف الدموع في العيون تنشف

يا جنة الرحمن فوق أرضـــه
ها قد بدت عوراتنا من يخصــف

يا نشوة الأطفال في أحلامهم
إن الأماني في مخاض ترجـــــــف

يا شمعة السلام طال خوفنــا
من الخفافيش دمــاءا تــــرشـــف

رغم الأسى قول الأنا شعارنا
حتى القريب للقريـــــب ينســف

المال صار من بقايا أهلــــه
مثل عصا موسى تراه يلقــــــف

فغيرة الجبان في محفظـــة
النقود يا هـــذا حـــــذار تـتـلـــف

أرض السواد إسود لون ثوبه
للموت والأحزان لحنا يعـــــزف

دم الحسين لم تجفّ نبعــــه
فانظر عيونا للثكالــــى تــــذرف

والفجر يرتدي السواد مرغما
والشمس في السبات أمر مؤسف

يا معشر التجار هل دماؤنــــا
صارت تجارة وكل يغـــــــرف

عجبت من دهر طغى لقيطه
والعـار في فــراشه يعـفـّــــــف

والمومسات في ثياب الطهر في
أعلى النجوم للشموس تشــرف

ويح العذارى في الظلام إرثهم
ينتحر العفاف أيــن المنصـــف

الكحل في عين النساء جمــرة
والورد فوق الخد ثلـــج يرجف

قالوا غراب البين في سمائـــه
يحوم يرمي شؤمه ويحلــــــف

قلت معاذ الله هذا وعــــــــده
لما أراد الله من ذا يخلـــــــــف

يا سائل العلياء عن أمجادنــا
دون الثريا صهوة لا نعـــــــرف

إنا لقوم جارنا في مأمــــن
أسيافنا للمعتـدين تـــــألـــــــف

لنا آلأياد الثائرات آلطائلات
الصاعقات العاصفات تعصــــف

لنا النخيل الباسقات الشامخات
الشاهقات الخافقات ترصـــــــف

نحن السراة في الرجال ذكرنا
ريحانة وعنبرا يــــخلــــــــــف

فنحن شريان الحياة قلبهـــا
فأي عيش دون أهلي يــــزلــف

يا وطني يا قرة العيون إنا
لــم نـــزل لعهدنا لا نــــخلــف
يا نبضه في خافقي رغم الأذى
كالرعد في صوت الغيارى يهتف